عملية الرباط الصليبي الأمامي أحد أكثر جراحات الركبة انتشارًا خاصًة بين الرياضيين. وتكمن أهميتها في إتاحة الفرصة مرة أخرى للمصابين بقطع الرباط الصليبي الأمامي بالعودة لممارسة ألعابهم الرياضية. وكذلك تمثل أهمية كبرى لغير الرياضيين حيث تمكنهم من ممارسة أنشطتهم اليومية دون ألم وأيضًا تجنب الخشونة المبكرة في حالة عدم العلاج.

 

طريقة إجراء جراحة الرباط الصليبي

تتم عملية الرباط الصليبي في حالات قطع الرباط الصليبي الأمامي .وخلالها, لا يتم خياطة الرباط المقطوع. وذلك نظرًا لعدم قدرته على الالتئام، بل يتم إزالة الجزء المقطوع من الرباط بواسطة المنظار ثم يتم إعادة بناء رباط صليبي بديل جديد، باستخدام جزء (رقعة) من الأنسجة المحيطة بالركبة تكون بنفس قوة الرباط الأصلي او أقوى.

وتتم عملية الرباط الصليبي عن طريق منظار الركبة دون الحاجة لفتح الركبة. فتقنية المنظار الجراحي تساعد على سرعة شفاء المريض، وعودته لمزاولة نشاطه في وقت قصير، كما أنه يقلل من ألم العملية الجراحية. أثناء هذه الجراحة، يتم من خلال المنظار عمل ثقب صغير في عظمة القصبة، وآخر في عظمة الفخذ. ثم يتم تمرير رقعة الرباط الجديدة من خلال هذه الثقوب، وتثبيتها في الثقبين بواسطة مسامير ذاتية الذوبان. لتصبح الرقعة هي الرباط الصليبي الأمامي الجديد.

في كثير من الاحيان يصاحب قطع الرباط الصليبي الأمامي إصابات اخرى بالركبة مثل؛ تمزق الغضاريف الهلالية فيتم علاجها خلال نفس الجراحة

 

مصدر الرقعة المستخدمة في إعادة بناء الرباط الصليبي

الرقعة التي تستخدم في جراحة الرباط الصليبي عادة ما تكون من أحد المصادر التالية:

 

الثلث الأوسط من الرباط الذي يربط عظمة الرضفة (الصابونة) بالقصبة (كما في الرسم). ولكن هذه الطريقة قد تزيد من فرص حدوث الم خلف عظمة الصابونة ولا سيما اثناء السجود.

أوتار عضلات موجودة بالجهة الداخلية للركبة. وهذه الطريقة هي الاكثر شيوعا، حيث تتميز بأنها تتم من خلال جرح لا يتعدى ثلاث سنتيمترات لا يترك أثر على الجلد ويكون الألم بعد الجراحة قليلا للغاية، مما يساعد على سرعة رجوع المريض لمزاولة حياته بصورة طبيعية.

وتر العضلة الرباعية مع جزء صغير من الصابونة. ويستخدم عادة في حالات إعادة جراحة الرباط الصليبي. وذلك في الدول التي يُصَرَح فيها استخدام أوتار من أشخاص متوفين. وهذه الطريقة تقلل وقت الجراحة. ولكن نتائجها ليست في مستوى باقي المصادر، كما ان هذه الطريقة قد تؤدي الى نقل بعض الأمراض في حالات نادرة

 

طريقة تثبيت الرقعة الجديدة

يتم تثبيت هذه الرقعة في عظام الفخذ من جهة، وبعظمة القصبة من الجهة الأخرى. فتقوم بالتالي بأداء الدور الذي كان يقوم به الرباط الصليبي الأمامي. وهناك عدة طرق يتم بها تثبيت الرباط الصليبي الجديد في مكانه:

 

مسامير معدنيه او بلاستيكية او ذاتيه الذوبان. وأفضلها ذاتيه الذوبان. وهناك انواع متعددة من هذه المسامير تتفاوت في السعر والكفاءة. والمسامير البلاستيكية او ذاتيه الذوبان لا تظهر في الأشعة العادية، لكنها تظهر فقط في اشعه الرنين او الأشعة المقطعية.

الزر المعدني (endobutton) او الدعامة الزراية الخارجية التي تستند على السطح الخارجي من العظمة. ويربط بها خيط قوي لا يذوب يتم تعليق الرقعة عليه. وهناك انواع مختلفة منها. فمنها ما يكون خيطها ثابت الطول، ومنها متغير الطول وهو الأفضل حيث يقلل نسبه الاخطاء التي ربما تحدث عند حساب طول الانفاق، وهو ما قد يحدث في النوع ثابت الطول.

طرق اخري اقل شيوعًا مثل؛ المسامير أو الاوتاد العرضية أو السلك المعدني والدبوس المعدني. وهي طرق اقل شيوعًا ولا تستعمل بصوره كبيرة

 

أنواع جراحات الرباط الصليبي

 

 

ـ إعادة بناء الرباط الصليبي بحزمة واحدة

ـ إعادة بناء الرباط الصليبي بحزمة مزدوجة

ـ إعادة بناء حزمة انتقالية

 

خياطة الرباط المتمزق

حاول الكثير من الجراحين على مدار العقود السابقة، خياطه واصلاح الرباط الصليبي الامامي ولكن الأغلبية العظمى من هذه الجراحات فشل نتيجة حدوث تهتك في انسجه الرباط والياف الكولاجين الموجود به، وأيضًا بسبب تباعد أطراف القطع عن بعضهما البعض.

هناك وسيلة حديثة يمكن استخدامها في خياطة وإصلاح الرباط الصليبي بعد تمزقه، تعرف بتقنية ليغاميز (Ligamys® System) وهي تقنية حديثة. بمساعدة تلك التقنية يتم تثبيت الرباط المتمزق بواسطة دعامات صناعية. تعمل هذه الدعامات على تثبيت الرباط أثناء مراحل العلاج. وبالتالي ثبات المفصل حتى تمام التئام الرباط الصليبي.

تقنية ليغاميز تحافظ على جميع الأعصاب الموجودة بالرباط الصليبي الأصلي، وبالتالي الحفاظ على تحكم المريض بشكل أفضل في جميع الاتجاهات الحركية للركبة. وهو أمر هام بالنسبة للرياضيين. كما أن ما يميز تقنية نظام ليغاميز هو أنه لا يتم إزالة أي أوتار عضلية من جسد المريض لزراعتها بديلاً للرباط. وبالتالي يتجنب المريض الآثار الجانبية لتلك الزراعة مثل الشعور بالألم وضعف العضلات. ولكن لا زالت نتائج هذه الجراحة في مرحلة الدراسة للتأكد من مدى جدواها على المدى الطويل.

 وبالتالي؛ لازالت حتى الان جراحة اعاده بناء الرباط الصليبي الامامي هي الجراحة المثالية لحالات قطع الرباط الصليبي إذا استدعت حاله المريض ذلك.

 

استخدام الأربطة الصناعية في عملية الرباط الصليبي

 

حاول العلماء استخدام أنسجة صناعية لبناء الرباط الصليبي الامامي، حتى لا يضطروا الى أخذ أوتار من جسم المريض، وكذلك لاختصار وقت الجراحة. وتم استخدام العديد من المواد في تصنيع هذه الأربطة الصناعية مثل الداكرون وألياف الكربون وبوليمرات مختلفة. ولكن مع الأسف؛ فقد أثبتت الدراسات المُطَوَلة، أن هذه الأربطة وإن كانت تعطي نتائج ممتازة خلال الفترة الأولى بعد الجراحة، فإنها تضعف وتنقطع بمرور الوقت على عكس الانسجة الحية. وبالتالي فلازالت الاوتار المحيطة بالركبة هي المصدر الذي يُعتمد عليه في جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الى أن تظهر النتائج طويلة المدى للأربطة الصناعية الحديثة.